قد عفا عما سلف على أن ينهج خير المناهج ، وأن يترك ما يؤدي إلى المهالك وأن تصفو البقعة المباركة من الكدورات إلا أنه خاب المأمول بما وقع ، فحذره ممن ارتكبوا الرذائل ، وأوصى أن يخرجوهم من بينهم وإلا فالعاقبة وخيمة. والمأمول ان يراعى رضا الوزير ، وأن يمتثل أمره ...
وفي سنة ١٢٤١ ، حدثت وقعة مع الوزير.
وفي هذا ما يوضح أوضاع كربلاء في تلك الأيام وإن كان مجملا ، نظرا لقلة المصادر عن ادارة الألوية في الخارج. وهذا ما قاله مؤرخ (١) عراقي عن أيام داود باشا ومن تلاه :
«إن كربلاء كانت عاصية على وزراء بغداد فسير العساكر إليها ـ نجيب باشا ـ وكان بها السيد إبراهيم الزعفراني رجل أصله عجمي وترأس على أوباشها وسفهائها وأطاعه أراذل البلد المفسدون وهم يتولون الحرب وعامتهم من أيام داود باشا كانوا عاصين إلا أنهم يؤدون شيئا قليلا عوض خراجها (نحو خمسة وثلاثين ألف قران) ، وكل من يعمل مفسدة في العراق ، أو يأكل أموال الناس يذهب إلى كربلاء ويستجير بهؤلاء الأراذل حتى اجتمع عندهم مقدار عشرة آلاف مقاتل من أجلاف الناس وعصت أيام داود باشا وعلي باشا. هم عصاة ، بغاة ، يؤذون السكان الذين في كربلاء حتى أنهم مرة أمسكوا على أحد مجتهديهم السيد إبراهيم القزويني ليلا ولم يطلقوه حتى أدى لهم أربعة آلاف قران من سكة محمد شاه فأطلقوه فهم مفسدون ذوو جرأة على أعراض الناس. وأهل البلد يؤوونهم ويخافون على أنفسهم. لأنهم متى أرادوا هجموا على بيت أحدهم ونهبوه والحاكم الذي هو من أهل البلد
__________________
(١) هذا المؤرخ لم يعرف اسمه وإنما عثرت على بعض أوراق من تاريخه تعين الأوضاع في أيام داود باشا ومن يليه من الوزراء.