وصل الجيش في ٤ شهر رمضان إلى (قره تپه) وفي الخامس منه وصل إلى (اينجه صو) القنطرة المعروفة بـ (چمن). ومنها مضوا إلى (كفري العتيقة) وهي (اسكي كفري). وفي هذا المنزل وردت الاخبار باضطراب حالة الكرد وتشتت شملهم.
ثم سمع الجيش بتأهّب القوم ، فاستعد للقاء ، فنهض من كفري. وكان يترقب وقوع المعركة في كل لحظة ، فانتشر في الصحراء ، وذهب في طريقه حتى جاء إلى (طوز خورماتي) فنصب خيامه. وأما الأكراد فصاروا لا تحويهم البقاع ولا الجبال.
وفي اليوم التالي عبر الجيش (چاي طاووق) ونزل قرب القرية. وجاءت الأخبار بأن الكرد استولى عليهم الرعب فتفرقوا. وأن سليم باشا وعثمان باشا شاهدا الحالة فركنا إلى الهرب ، فإن سليم باشا ذهب إلى جهة (بانة) و (سنة) ، وعثمان باشا بعث بعائلته إلى كوى بأمل أن يتحصن بها ، فلم ير الجيش لهم عينا ولا أثرا.
ومن ثم أرسلت البشائر إلى بغداد. وأن عشائر الزنگنة مالوا إلى الجيش. وأن أمير درنة سليمان بك ذهب فارا مع سليم باشا. والباقون سلموا أنفسهم إلى الجيش فطلبوا الأمان. ومن بقي فر إلى بازيان. وأن متصرف بابان سليمان باشا صار يتعقب أثر الفارين ، وذهب إلى مركز لوائه قلعة چولان فضبطها. ولم يدع لسليم باشا فرصة. وأن متصرف درنة عبد الله باشا ذهب إليها أيضا.
ثم إن الوزير بعد أن أتم ترتيباته وتمكن من السيطرة مال إلى كركوك فبقي فيها بضعة أيام في تعقّب فلول الهاربين وكتب إلى بغداد بالأخبار السارة ، وأمر أن تعلن في جميع الانحاء ، وفي العشائر.
وأن سليم باشا لم يستطع البقاء فمال إلى ايران. وأن سليمان باشا ضبط لواء بابان فاستقر به. وأما عثمان باشا فإنه لم يستقر له قدم في