كوى. وإنما صار إلى (أوه كرد) وهي قلعة حصينة بأمل أن يبقى فيها ويدافع عن نفسه. ولما علم الوزير بذلك أمر كتخداه أحمد باشا والي كركوك أن يذهب في أثره ويحاصره في قلعته.
وأما الوزير فإنه في ١٥ شهر رمضان نهض من كركوك إلى (كوك تپه) ومنها إلى (آلتون كوپري) فعبر القنطرة. وفي اليوم التالي ذهب إلى (بوستان) ، ومنه صار إلى (دربند) فحط ركابه.
ثم سار إلى إربل ، وبعث أمرا خاطب به العلماء والأعيان وسائر الأهلين طالبا منهم (قوج باشا) أخا عثمان باشا. وأضاف أنه يعطيه الأمان إذا سلّم إلا أنهم أبدوا المخالفة وفي ١٦ شوال هاجمهم الجيش ، وحاصرهم من جميع جوانبهم. ولم تمض إلا مدة نحو تسعة أيام حتى استولى على المدينة ، وقبض على قوج باشا وأعوانه وعلى عثمان باشا وإخوانه إبراهيم بك وسليمان بك وعلى ابنه حسن بك في القلعة المذكورة في عيد الأضحى فأمر الوزير بقتلهم ، فكانوا ضحية العيد.
وعلى كل حال علمنا أن الوزير تمكن من هؤلاء. ونصب سليمان باشا متصرفا للواء بابان. وهو ابن عم سليم باشا. فعاد الوزير إلى كركوك ومنها إلى بغداد. وللشيخ عبد الرحمن السويدي قصيدة طويلة في هذه الوقائع. واعتمدنا على التقارير الرسمية وما في أبياتها من تاريخ.
ولوالده الشيخ عبد الله السويدي أيضا قصيدة تحوي تاريخا. وبذلك واستفادة من انحلال أمر ايران تمكن أن يسيطر الوزير على ديار الكرد ، فصارت تحت سلطة الحكومة. استغل الوضع فنجح. ويعدّ عمله هذا فتحا جديدا لأنحاء الكرد (١).
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ١٣٤ والمحررات الرسمية. عثرت عليها في مجموعة خطية عندي. وفيها من التفصيل ما ليس في الدوحة.