الباشا محمدا المصرف مكان سليمان آغا الميراخور.
ذهبا إلى أنحاء مندلي وخانقين من طريق بهرز ليتداركا قوة إلا أن رئيس شمر طوقة الشيخ محمد البردي كانت بينه وبين الشيخ صفوق مخابرة فأوصاه صفوق أن لا يفلت منهما أحدا إلى خارج بغداد.
وعلى هذا أراد محمد البردي أن يبدي خدمة ، وأن يستولي على الغنائم. وبهذا الأمل خرج عليهما بقبيلته وسائر من معه من عشائر أما محمد باشا فإنه أبدى بسالة وشجاعة ولكن معداته الحربية نفدت وسقط بعيدا عن الماء وبهذا خارت قواه فانسحب بعد ذلك ولم يسلّم. وأن محمد المصرف عري وصار يقوم ويقعد حتى تمكن من الذهاب إلى ناحيته. وحينئذ استولى محمد البردي ومن معه على خزانة الوزير وما جمعه محمد المصرف. فصارت لمحمد البردي ومن معه من العربان ...
وإن الوزير لم تكن له قدرة القيام والقعود. ومع هذا كان في كل يومين أو ثلاثة يأتي إلى دائرة العرض محتضنا بالأيدي فيجلس في محله ثم يرفع الستار فيدخل عليه البعض. نجا من مخالب الطاعون وصار يخرج متطلعا على العثمانيين المجتمعين ويجلس كجلسة خطيب ثم ينفض الحضار من حوله فيعاد إلى دائرة الحرم.
وإن قاسم باشا جاء بفيلقه إلى محل قريب من الكاظمية فصارت تسمع أصوات المدافع من هناك. وفي بعض الأيام وافت الساعة الحادية عشرة فجاء نحو المائتين من الأهلين المسلحين من محلة الشيخ فهاجموا دار الحكومة. وأشعلوا النيران في باب السراي الداخلي ثم انسحبوا. وكان ذلك لإفهام الوزير أنهم من أعوان الدولة ، وإعلام قاسم باشا أنهم منقادون مخلصون لها.