وبذلت الأموال الطائلة في هذه السبيل ... وكلما جاؤوا إلى موطن أعزوا أهله ، وبشوا في وجوههم وقضوا مطالبهم حتى جاؤوا إلى الموصل.
وفي الأثناء فتك الطاعون فاستفاد القوم من هذه الغائلة. ومع هذا لم يضيعوا الحزم فبقي علي رضا باشا في الموصل مدة ونصب قاسم باشا متصرف الموصل (قائممقاما) لبغداد وعين بمعيته خليل بك الكتخدا السابق ، والحاج أبو بكر ، وشيخ شمر الجرباء صفوق ، وسليمان الغنام وأتباعهم ولواحقهم ... فأرسلهم إلى بغداد من طريق الصحراء من الجانب الغربي.
ولما وصلوا إلى ما يبعد نحو خمس ساعات أو ست ساعات عن بغداد أرسل قاسم باشا البيورلدي إلى قاضي بغداد طاهر السيروزي خفية ، فأظهره لبعض معتبري الأهلين وأخذ منهم عهدا أن لا يخونوا دولتهم وأن يخلصوا لها.
ولما كان الوزير في دار الحكومة صار طاهر أفندي يحث الأهلين ويدعوهم أن لا يركنوا إليه. وأن يبادروا لاستقبال القائممقام وإلا نظر إليهم نظر عصاة. فلما سمعوا منه ذلك وافقوه ، وأذعنوا بالطاعة.
أما الوزير فقد قتل الوباء أكثر عساكره ورجال دائرته وحواشيه وسائر أعوانه ومماليكه ما عدا الأربعين أو الخمسين نفرا منهم كانوا في الخارج والداخل حتى إن سليمان آغا الميراخور توفي في خانقين مطعونا مما أدى إلى تفرق أتباعه. وفي تلك الأثناء مرض الوزير بالطاعون وتعطل عن إدارة الأمور.
ولما زال الوباء عاد من فر وممن رجع محمد المصرف. وهذا كان منتظرا مجيء محمد باشا آل خالد باشا ومعه نحو أربعمائة فارس أو خمسمائة من الأكراد فتوقف خارج المدينة معتمدا عليه. ومن ثم عين