الباب ومشوا إلى حديقة سعيد رأسا ، وأن القافلة الأولى من هؤلاء كانت نحو مائتين من المشاة وكان في رأسهم حسن آغا آل عليش آغا ... ثم تابعتهم جماعات كثيرة تقدر بألف وخمسمائة ركضوا وراءهم وتحاربوا مع عسكر الحيطة بين الأنهار والمتاريس المتخذة هناك ، وبين النخيل وكل من صادفوه كسروه وهاجموا التلال في ساحل دجلة أيضا فاقتحموها وفر من كان فيها وضبطوها مع المدافع ...
وإن إبراهيم آغا ابن رئيس القوشجية جمع من الأهلين نحو السبعين أو الثمانين فارسا وحاول أن يهاجم الروابي الكائنة في جادة الأعظمية فلم يتمكنوا من عذله بل عاند ولكنه حين خرج أحس بالخطر ولم يتمكن من الرجوع ولا استطاع أن يخرج من دائرة الرمي الموجه إلى العدو فأخذ الخندق يمينا وذهب. فخرج عليهم الفرسان ، وتكاثروا فاضطروا أن يميلوا إلى باب الأعظمية ، قدموا بأنفسهم إلى المدينة فأغلقت في وجوههم الأبواب وهكذا شأن من كان على السور نزل عنه وانسحب إلى جانب.
وإن العساكر التي هاجمت المشاة وقعت تحت نيران المدافع ، فلم يروا ملجأ ولذا سلوا سيوفهم وصاروا يطعنون كل من صادفهم. وكان محل خان نجيب باشا إلى داخل المدينة حتى القهاوي والدكاكين مملوءا بالناس لا يكاد المرء يجد محل وضع قدم. فصار هؤلاء مانعين من دخول الجيش والعساكر الواردة ، وإلا فليس هناك حائل أو مانع ...
إن وقوع هذه الحالة ممن ضبطوا التلول على ساحل دجلة تزلزلت منهم الأقدام فلم يستطيعوا التقدم فوجب أن يعودوا حتى أنهم لم يجدوا وقتا ليأخذوا المدافع التي استولوا عليها .. ولذا ألقوا أحد المدافع في باب البستان وعادوا بمجموعهم إلا أن الحيطة لم يمكنوهم من الذهاب. ولذا استعانوا بالمقابر فاتخذوها متاريس لهم فأصلوا بنيران العدو من