جهة ، وبنيران البغداديين من أخرى ... وفي هذه الأثناء كان جمع من المماليك في رابية سلطان سليم الناظرة على باب الإمام الأعظم وهؤلاء لم ينظروا إلى عدو أو صديق فضربوا بنيران بنادقهم على خيالة علي رضا باشا ولواحقهم ... وبهذه الصورة كان الخيالة بين نيران الذين التجأوا إلى المقابر كما سبق وبين نيران هؤلاء ... فاضطروا للعودة.
واستولى على الجبهة سكون وحينئذ دخل المدينة من كان خارجها ثم سدت الأبواب وجرت مناوشات في المدفعية. وفي هذه لم يعرف عدد القتلى من الجانبين. وعلى كل إن وفيات البغداديين كانت كثيرة بسبب الزحام الحاصل.
أوضاع علي رضا باشا :
إن علي رضا باشا لم يفتر عزمه بل ثابر ولم يتأخر عن العمل لحظة حتى أنه قبل أن يصل إلى تجاه بغداد استصحب صالح چلبي آل زهير ، وبواسطته وبواسطة بعض البصريين هزم عزيز آغا (١) متسلم البصرة وضبطها صالح چلبي وكان معه نحو أربعة آلاف أو خمسة آلاف جندي. ثم حصر علي رضا باشا جهوده في جلب الأعيان والمعتبرين من مقدمي المماليك في بغداد ، والمكاتبة معهم ، فتمكن نفوذه في أنحاء العراق ...
الحالة في بغداد :
وبغداد في هذا الأوان تجاوزت الحد في الغلاء. وأصاب الناس قنوط لا مزيد عليه.
وعلى هذا جرت مذكرات بين الأعيان ورجال الحكومة فكانت
__________________
(١) آل عزيز آغا معروفون في بغداد منهم الأساتذة أمين خالص رئيس التفتيش الإداري ومحمود خالص عضو محكمة التمييز.