النتيجة مصروفة إلى لزوم مهاجمة جيش علي رضا باشا ليلا وكان الاختلاف في الرأي بلغ حده بين درويش القائممقام ، وبين الحاج صالح بك والحاج عمر الراوي ، فانفض المجلس ولم يستقر أمر. وإن درويش آغا دعا إلى لزوم انتظار المحضر المرسل إلى الدولة. وأكثر التوجيه يهدف إلى أن لا يزاد في الطين بلة حذر أن تتوتر الحالة.
تدابير علي رضا باشا :
أجرى علي رضا باشا نفوذه نوعا إلا أنه من حين خروجه من حلب لم يدخل خزانته فلس واحد ، وأن إنعاماته كادت تجعل هذه الخزانة فارغة والجيوش الذين في صحبته كانوا بأمل نهب بغداد ، ولكن زالت منهم فكرة الانتصار وتوالت عليهم المصاعب والمشاق ... فاستولت عليهم الهواجس فهم بين أن يهاجموا وزيرهم ، ويرجعوا إلى الأناضول ، وبين أن لا يحصلوا على شيء ...
قوي فيهم الميل في أن جميع ما يملكه الباشا لا يفي بعشر مطلوبهم. وهذا من وسائل احجامهم ، خصوصا أن موسم الصيف انقضى وورد الشتاء وامتدت أيام المحاصرة ... فتجددت فيهم تلك الهواجس.
عرف الباشا ذلك كله واستولى عليه الضيق لكنه لم يفتر عزمه ، فلم يترك تحري الوسائل لدخول بغداد ... وبينا هو في هذه الحالة إذ ورد إليه محضر من الباب العالي وهو الذي كتبه أهل بغداد وأعيانها. ورد إليه الأمر مع المحضر وفيه أنه إذا لم يتيسر عمل شيء فالأولى ادارة الأمور بحكمة.
وعلى هذا دعا علي رضا باشا بعض الذوات الموثوق بهم وطير الخبر إلى داخل المدينة للمفاوضة. وحينئذ أرسل إليه ملا حسين رئيس