الحشامات فتفاوض مع حمدي بك (١) خازن علي رضا باشا وقال حمدي بك :
إن الباشا يسلم على الحاج صالح بك وعليكم وعلى جميع أهل بغداد ، وفي هذه المدة لم يأمر بدخول بغداد انتظارا لورود الجواب من الباب العالي. فالآن ورد المحضر وإن الدولة لم توافق على ما ذكر فيه ، أرسل إلي عينا وصدرت الإرادة بلزوم دخول بغداد. وأعددت اللوازم الحربية فيما إذا حصل تعند وسندخل قسرا بما لدينا من مدافع وقوى أخرى ... وأنتم المسؤولون عما يلحقكم ويلحق الأهلين. وليس وراء ذلك سوى المضرة. فندعوكم أن تسلموا ساعة أقدم ولا تدخلوا في خطايا العباد ... ومع هذا فالخيار لكم في الإصرار إذا كنتم في ريب. واعلموا يقينا أننا لم نضمر شرا لأحد ولا نريد سوى الخير ...
هذا ما تفضل به الباشا وأمرني بتبليغه وأراه المحضر المرسل من جانب الدولة وقال له :
ألم يكن هذا محضركم وفيها إمضاءات المعلومين منكم ، وإن شئتم أخذتموه معكم!. وسلمه إليهم. وهؤلاء أخذوا المحضر وسلموه إلى صالح بك خفية ونقلوا له كلماته فأصابته بهتة واستولى عليه الاضطراب لمدة. ثم أوصى أن لا يفشى هذا الأمر لأحد ، وأن يحترس في الكتمان ...
فشا سره إلا أنه لم يباشر بعمل ولم يبق ذلك مكتوما.
فتح أبواب بغداد وطاعة العموم :
اتفق علي باشا بواسطة رجاله وهم كتخداه رستم وصالح أخو
__________________
(١) وهذا صار وزيرا في قونية وغيرها برتبة باشا. وهو ابن السيد علي باشا.