أما أحمد باشا فإنه لم يعارض وانسحب هو وأتباعه إلى العمادية. أسكن حاشيته هناك وذهب هو إلى الموصل. بقي فيها مدة.
وتوجه سليمان باشا إلى ديار الكرد وتمكن فيها ، وأن عمر باشا لم ير من المصلحة إبقاء أحمد باشا في الموصل. بل جلبه إلى بغداد إلا أنه لم ينل منه توجها. واستولى سليمان باشا على سنة وعلى جميع ديار الكرد وإربل والمقاطعات الأخرى بلا معارض ولا مزاحم. مضت على ذلك مدة سنة. وكان قد عاقب بعض الأشخاص هناك وهو (فقيه إبراهيم). وهذا نزل ليلا على دار (سليمان باشا) وقتله بخنجره انتقاما منه.
إيالة بابان توجه إلى محمد باشا :
وافى الخبر عمر باشا. وأن أحمد باشا كان في بغداد ، أما أخوه محمد باشا فقد كان هناك وهو أكبر من أحمد باشا وأصغر سنا من سليمان باشا فوجهت إيالة بابان إليه بناء على تعريف عمر آغا المطرجي له وتنويهه بذكره لحقوق قديمة كانت بينهما فأرسلت الخلعة إليه. ولعل التعريف كان مبنيا على أنه عازم على الحرب فيما إذا لم توجه إليه فتتولد فتنة جديدة.
مضت مدة سنة فأراد الوزير عمر باشا السفر إلى الخزاعل فطلب محمد باشا للذهاب معه فجاءه بألفي جندي من خيار الجند فأدى واجب السفر ورسوم الخدمة وعند العودة إلى بغداد أقام بضعة أيام. وفي هذه الأثناء رأى من عمر باشا بعض التكاليف الشاقة .. مما لم يكن يأمله فذهب إلى مقر حكومته على أن لا يعود مرة أخرى وأضمر أن لا يرى هذا الوزير ثانية.
ويلاحظ أن أحمد باشا في خلال هذه المدة اضطرب كثيرا ولم ينل رعاية لدرجة أنه ضجر الحياة ورجح الموت على البقاء على هذه الحالة.