ولما علم محمد باشا بهذا أشفق على أخيه ، وكذا أراد تنفيذ نواياه فاتخذ المراسلة والعهد للترغيب فجلب أخاه إليه ، ففرح أحمد باشا بذلك فاطلع عمر باشا على الأمر والتفت حينئذ إليه وأمله بأنه سوف يوجه إليه ديار الكرد وعزم على نصبه فلم يوافق. ولذا خرج وذهب إلى أخيه وحين وصوله وجه إليه أخوه محمد باشا لواء كوى وقره طاغ. وداموا سنين على خير ألفة ووفاق.
ثم دخل بينهما أهل النفاق. فزال الاعتماد بل تمكن الخصام. وبسبب ذلك حذر أحمد باشا فرحل من قره طاغ وذهب بمن معه إلى جهة زنگباد فوجه إليه الوزير مقاطعات بدرة وجسان ومندلي وفي هذه الأثناء حدث الطاعون ، فأراد محمد باشا تنظيم بعض المصالح اللازمة ، وتوجه من قلعة چولان إلى كويسنجق. ونظرا لحادث الطاعون زال الربط والنظام وكل واحد ذهب لشأنه.
أما أحمد باشا فقد استفاد من هذا نظرا لما علمه من قلة العدد والقوة في أنحاء كويسنجق ، فاغتنم الفرصة فعزم على استئصال محمد باشا ، وأغار على كويسنجق ، وعند وصوله إلى قنطرة الذهب (آلتون كوپري) حدثت أمطار غزيرة فلم يتمكن من العبور. فلما سمع محمد باشا بالخبر أخذ ما لديه من الجند وتقدم نحوه فتقابل الطرفان. فكان أحمد باشا في الجانب الأيسر ومحمد باشا في الجانب الأيمن. وفي هذه المدة تناقص الماء ووصل المدد إلى محمد باشا من قبائل كويسنجق من خيالة ومشاة. فتلاحق ورودهم فصاروا يلتمسون معبرا.
رأى محمد باشا أن قوته تكاملت فعبر وتقدم ، لكن العلماء والصلحاء والسادات والشيوخ توسطوا في البين رافعين المصاحف فأصلحوا بينهما ، وأطفأوا نيران الحرب.
وفي هذه المرة خصص محمد باشا إلى أحمد باشا كويسنجق وقره