ثم إن التجاء محمد باشا إلى ايران واحتماءه بكريم خان أدى إلى أن ينتظروا هناك مدة. أما كريم خان فإنه عاضد محمد باشا وطمع في الأمر بسبب الضعف والفتور اللذين استوليا على الأهلين من جراء الطاعون ، وبما أصاب العراق من نقص في الجيوش فأقره في محله وجهز معه جيشا يبلغ نحو عشرة آلاف جندي بمعداتهم وكامل أسلحتهم ومدافعهم. فوافى الجيش الايراني تحت قيادة علي مراد خان متفقا مع محمد باشا فدخلوا حدود الكرد. وحينئذ تفرق جيش الوزير شذر مذر لكن القائد سليمان آغا مع أحمد باشا تمكنوا من جمع ثلة معهم وخرجوا من قلعة چولان وتأهبوا للنضال في سفح جبل (سر سير) فلاذوا بكهف منه وقاوموا أشد المقاومة حتى أنهم بالرغم من قلتهم انتصروا على عدوهم.
وفي هذه المعركة استولى جيش الوزير على (علي مراد خان). قبض عليه أسيرا وكسر الايرانيين وقتل منهم نحو أربعمائة أو خمسمائة وبقوا في تعقبهم إلى ثلث الليل ونالوا غنائم كثيرة.
وحينئذ دعا الحاج سليمان آغا (علي مراد خان) إليه ولطفه وبقي عنده بضعة أيام ثم أرسله إلى عمر باشا في بغداد. وصل خبر انكسار الجيش الايراني إلى كريم خان فحار في أمره.
ثم تصدى لأخذ الثار وتحركت النخوة فيه. وأن عمر باشا حينما جيء إليه بعلي مراد خان أكرمه وأبدى له من الاعزاز ما يستحق. وبقي عنده بضعة أيام ثم أرسله إلى كريم خان مكرما معززا ولكن كريم خان لم يسكن غضبه بل جهز أخاه صادق خان بجيش يناهز العشرين ألفا ، وسير مع شقي خان نحو اثني عشر ألفا ، ومع نظر علي خان ما يقارب الثمانية آلاف.