أما القائد الحاج سليمان آغا وأحمد باشا فقد صاروا في انتظار ما سيفعله كريم خان وتطلعوا إلى أخبار الايرانيين إلا أن ديار الكرد ليس في قدرتها الدوام على إدارة الجيوش لأمد طويل ولا قدرة لها على إعداد الأرزاق ولذا توجه الحاج سليمان آغا بعسكره إلى جهة كركوك.
ثم إن الجيوش التي عينها كريم خان توجه كل منها إلى جهة ، فإن صادق خان توجه نحو البصرة فحاصرها ، وإن الفرق الأخرى ذهبت إلى أنحاء الكرد فوردت إلى محل قريب من الحدود. ولما شاع أمر ذلك استولت الواهمة على الأهلين وأصابهم الرعب على البعد حتى أنها أثرت على جيش الحاج سليمان آغا فتفرق أعوانه ولم يبق معه سوى الباش آغا (أحمد آغا ابن محمد خليل) وبضعة خيالة من أعوانه وأتباعه. فتيقن أحمد باشا أن لا طريق لإمداده كما أن عمر باشا عزل أحمد باشا تنويما للعداء بينه وبين الإيرانيين وعين محمد باشا لولاية بابان وإربل والقنطرة (آلتون كوپري) وجاء محمود باشا وسائر أتباعه إلى كركوك فأقاموا هناك وجاء معهم تمر باشا متصرف كوى. وهذه التدابير لم تكن الدواء الناجع بل قوت عزم الإيرانيين وبعثت فيهم همة ونشاطا فطمعوا في الأمر. ولذا تحرك نظر علي خان من كرمانشاه وتوجه إلى ديار الكرد فضبط درنة ، وباجلان فوصل إلى قرى (پير حياتي) ، و (جبّاري) ، و (قره حسن) وهذه مأوى العشائر الكردية وتسمى بأسماء قاطنيها فانتهبوا هذه المواطن ورجعوا.
وأما شقي خان فإنه زحف على الكرد من جهة (سنة) وانتهب أيضا كل ما لقي من قرى ونواح فتوقف هو ومحمد باشا في موقع يقال له (دربندكي). وحينما وصل الخبر إلى كركوك تقدم أحمد باشا بقصد الانتقام منهم إلا أن الإيرانيين بعد أن عملوا ما عملوا رجعوا فلم يسعه اللحاق بهم ومحاربتهم.