وفي هذه نرى عمر باشا حينما علم بهجوم ايران من ثلاث جهات تيقن بالخطر وأنه لا يسعه الدفاع ولا امداد هذه المواطن الثلاثة ومعاونتها فطلب المساعدة من دولته لتمده بما تستطيعه خشية أن يتفاقم الأمر. ونعلم من ناحية أخرى أن الدولة ليس في وسعها الامداد ولكنها أفرغت المسألة في قالب آخر فلم تصدق الوزير في أقواله إلا أنها علمت الحقيقة من كتاب الباليوز (المقيم البريطاني في بغداد) ولذا أرسلت لهذا الغرض وهبي أفندي بوظيفة سفير إلى ايران.
ثم إن الإيرانيين حينما وصلوا إلى (دربندكي) مع محمد باشا مكثوا بضعة أيام ثم انسحبوا إلى الوراء أما القائد فإنه أقام في كركوك مع ثلة من الجند لمحافظة المدينة. وفي هذه الأثناء شاع خبر عزل عمر باشا ممن جاؤوا من الموصل. ولذا تفرق عسكر القائد (الحاج سليمان آغا) وبقي وحيدا ليس معه إلا بعض أتباعه. خالفه تمر باشا متصرف كوى وحرير وتصدى للذهاب إلى مقره فلم يوافقه القائد في رأيه هذا ولم يأذن له بالذهاب إلا أنه لم يصغ لقوله وحاول الخروج فألقى القائد القبض عليه وعرض الأمر على عمر باشا فعزل تمر باشا ووجه لواء كوى وحرير مع إربل إلى أحمد باشا ضميمة إلى القنطرة (آلتون كوپري) وأن أحمد باشا ومحمود باشا توجها مع القائد وضبطوا كويسنجق ولكن القائد لم يجد البقاء فيها موافقا. فعاد بعد أيام إلى كركوك.
وفي هذه الأثناء عزل الوالي متصرف كركوك تيمور باشا ووجهت المتصرفية إلى سليمان باشا ابن أمين باشا الجليلي متصرف الموصل برتبة الوزارة فجاء وباشر إدارة الشؤون.
وكذا ورد وهبي أفندي وذهب إلى شيراز فالتقى بكريم خان الزندي وبلغ سفارته ومن هناك توجه إلى استنبول ولم تظهر نتائج هذه المفاوضة.