صراف عمر باشا :
هو اليهودي ميخائيل. ولهذا أخ اسمه أبراهام فلما حدثت واقعة الوالي حبس الاثنان ، وبقيا في الحبس حتى طلب بعض النساء من أهلهما إطلاق سراحهما (١) ..
توالي الوزراء :
وعلى هذا وجهت الدولة إيالة بغداد والبصرة إلى أمين باشا الجليلي ، ووجهت إيالة كركوك والموصل إلى ابنه سليمان باشا. ثم إن أمين باشا توفي فعهدت بإيالة بغداد إلى أحد الوزراء المبعوثين إلى بغداد وهو مصطفى باشا. وأوضح في الفرمان الوارد أن عمر باشا إذا تمرد وعصى ولم يطع الأمر فليعامل بما يستحقه. وهذا أيضا يبين نوايا الدولة نحوه وأما الايعاز الشفهي أو التحرير السري فحدث عنه ولا حرج.
أما الوزير فإنه حينما سمع بالفرمان امتثل الأمر وسلم مقاليد الحكم إلى خلفه وعبر هو إلى جانب الكرخ وضرب خيامه في المنطقة وتأهب لما يقتضي له من اللوازم السفرية إذ لم يكن يعلم بذلك ليتأهب.
ثم ولي مصطفى باشا الوزارة بموكب وأبهة ودخل بغداد بلا مزاحم ولا معارض وباشر أمور الإدارة إلا أن مبغضي عمر باشا استفادوا من توقفه فحملوا تأخره على محمل آخر وأغروا الوزير مصطفى باشا بقتله. فأصدر أمره لجميع الجيوش أن يهجموا عليه ليلا.
وحينئذ أخلى عمر باشا وحاشيته المخيم واحتمى بنفسه ودافع إلى الصباح وأبدى من الجلادة ما لا يوصف. ولما انكشف الصباح ترك الحرب وتوجه منهزما ولكن الجيش عقب أثره وضيق عليه كثيرا فاضطر إلى المقاومة والدفاع ثم أرخى العنان للنجاة. وسلك طريق الموصل من
__________________
(١) مجموعة تركية خطية.