القضاء على هؤلاء اغتناما لهذه الفرصة ولكن رجالها لم يقووا على الأمر وليس فيهم من الكفاءة ما يسهل ذلك.
وجاء في تقرير الحاج علي باشا والي طربزون وسماه (تاريخ جديد) أو (يادگار تاريخ) كتب في ١٣ شوال سنة ١١٩٠ ه أن الدولة نشأت فيها أحوال ناجمة من قلة التدبير. فعددها. وقال : من أهمها وقائع بغداد ، كانت في حالة توتر بينها وبين إيران. وأن اعتداء كريم خان الزندي كان صريحا إلا أنه قيل إن ذلك متولد من جراء ما اتخذه عمر باشا والي بغداد من أوضاع ضد رعايا ايران. فأيد مبغضو الوزير ، وبينوا أنه لو عزل لما بقي ما يدعو للخلاف.
ومن جهة أخرى أن الدولة أرادت أن تتخذ ذلك وسيلة ، فأرسلت إلى بغداد جملة وزراء منهم مصطفى باشا ، وعبدي باشا ، وعبد الجليل زاده ، وأوزون عبد الله باشا ، ومصطفى باشا ، ومصطفى باشا خليل باشا چراغي. ذهب هؤلاء الوزراء إلى بغداد ، وكانت مهمتهم حرب الإيرانيين ولكنهم اهتموا بأمر الوالي ، فعزلوه ، ثم قتلوه ، واختلفوا على سلبه ، صار كل واحد يميل إلى ناحية من الأهلين ، فاضطربت الحالة ، ولم يبق أمل في صيانة بغداد ، والاحتفاظ بها ، أو أن الأهلين فسروا اختلافهم بذلك ، فاحتقروا أمرهم.
وهل يصح أن يقال : أن عمر باشا كان مقصرا في علاقات ايران ، وهل إن دعوى الإيرانيين صحيحة؟ ذلك ما لا يعقل ، فهل جاء سفير من ايران؟ أو هل صدر هذا القول من مصطفى باشا نكاية بعمر باشا؟ ذلك ما لا يعلمه سوى الدولة إلا أن الواقع بخلافه ، فإن عمر باشا عزل ، وقتل ، فهل كان ذلك سببا لانسحاب جيش كريم خان من البصرة؟ وهل من اللائق قتل وزير مثل هذا؟.
أبدى ذلك صاحب التقرير. والحال أن رغبة الدولة كانت مصروفة