وفي مطالع السعود تفصيل. ذكر وقعة الفضلية وفيها انتصر العرب. وفي وقعة أبي حلانة قتلوا القائد وغالب جيشه. وكان مع الإيرانيين عشيرة (الكثير) وشيخهم علوان و (كعب) وغيرهما فتم الانتصار الباهر للمنتفق وأثنى على شجاعتهم ، وبين ما ربحوه من غنائم لا تحصى ، فكانت من الوقائع الشهيرة وكانت أعظم سبب في خروج دولة إيران من البصرة. وفي سنة ١١٩٢ ه (١) تمكن حسين خان السيستاني في البصرة بالقوة القليلة التي كانت معه وحينما وصل الخبر إلى كريم خان أرسل أخاه صادق خان بجيش عظيم إلى البصرة. وبقيت بأيدي الإيرانيين نحو ثلاث سنوات إلى سنة ١١٩٣ ه ، وفي هذه السنة توفي كريم خان فانصرف أمل صادق خان إلى طلب السلطنة ، فتركها ذاهبا إلى (شيراز). ومن ثم عادت البصرة إلى العراق أيام حسن باشا فعين لها نعمان أفندي متسلما (٢).
سليمان آغا متسلم البصرة السابق :
كان كريم خان حبس سليمان آغا مدة ثم أطلق سراحه وأبقاه تحت المراقبة في شيراز فائتلف مع الإيرانيين حتى أنه بسبب علمه الجم نال رضا (زكي خان) وهو ابن عم كريم خان. ولما أخلى صادق خان البصرة وجّه زكي خان حاكميتها إلى سليمان آغا وأرسل معه مرافقا فوصل إلى الحويزة. وحينئذ عرف أن نعمان أفندي نصب متسلما فتوقف في الحويزة فراسل الأعيان وحينئذ رغبوا في دخوله البصرة إلا أن ثامرا شيخ المنتفق كان مغبرا منه فالتزم جانب نعمان وعارض في سليمان آغا كما أن حسن باشا والي بغداد اعتذره وبقي في محله منتظرا مجاري الحوادث.
__________________
(١) مطالع السعود ص ٥٨.
(٢) تحفه عالم ص ٩٠ ودوحة الوزراء ص ١٨٠.