وفي هذه الأثناء حصلت خصومة بين الخزاعل والمنتفق فمشى ثامر على الخزاعل فقابلوه فانكسرت عشائر المنتفق وقتل منهم خلق عظيم حتى أن ثامرا قتل في تلك المعركة فخلفه ثويني في المشيخة. وهذا كانت بينه وبين سليمان آغا حقوق قديمة ، ولذا أدخله البصرة وأقره في حكومتها فألقى القبض على نعمان وحبسه وعند ما كان في الحويزة أرسل بواسطة الباليوز عرضا إلى الدولة طلب به البصرة وذكر خدماته وبعد أن تغلب عليها ومضت بضعة أيام وجهت الدولة إليه البصرة برتبة الوزارة وإثر ورود المنشور طلب من الدولة مرة أخرى أن توجه إليه إيالة بغداد ضميمة إلى إيالة البصرة (١).
محمد الكهية وابن خليل :
مضى القول في مغلوبية محمد الكهية وابن خليل حوالي مندلي في محل (سبع رحى) ثم إنهما استقرا في (ديار اللّر) أي (الفيلية) وأستندا إلى إسماعيل خان أميرهم فأقاما عنده. وأن زكي خان لم تطل حكومته ، وإنما قام الإيرانيون عليه وقتلوه.
فاختلت أمور إيران مدة ثم تولى حكومتها علي مراد خان (ابن أخي كريم خان)
وفي هذه الأثناء ذهب محمد الكهية وابن خليل إليه فأعانهما بأتباعه. وفي أيام استقلاله أيضا ساعدهما أكثر. أما حسن باشا فقد حدث في زمن حكومته تهاون وظهر المتنفذون فلم تنقطع الفتن فاستفاد المرقومان من هذه الحالة فتمكنا من جمع جيش كبير فوصلا به إلى أنحاء بعقوبة وضبطا المقاطعات المجاورة والقرى القريبة وأماكن كثيرة. فأوقدوا نيران الفتنة.
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ١٨١. وفي تاريخ الكولات ما هو قريب منه.