لم يتمكن حسن باشا من تجهيز قوة لأنه لم يكن معتمدا على جيشه ولا في وسعه أن يخابر أمراء بابان فيأتي بمحمود باشا ولا يقدر أن يجهز بعض العشائر الموالية لأنّه يخشى أن يقضوا عليهم فيكون الأمر أشد وخامة وأكثر خطرا لا سيما أنهم كسروا قبيلة العبيد في جهة (الشيخ سكران) فجاؤوا بهم إلى قرب الأعظمية. ولم يكتفوا بذلك بل أثروا على نفس بغداد فتفاقم ضررهم. وقطعوا الطرق ، ومنعوا سير القوافل ، وعاثوا بالأمن فضاق الأمر بالأهلين ونالهم ضنك وشدة ومل الناس من الوزير وكرهوه. وكانوا يتربصون الفرصة للوقيعة به وإثارة الفتنة.
في ٣ شوال حدث نزاع بين شخصين قرب الشيخ عمر السهروردي فلما سمع أهل الميدان اتخذوا ذلك وسيلة فأعلنوا أنهم لا يريدون حسن باشا وعلت الأصوات بذلك فعمد حسن باشا إلى الروية والتبصر في القضية ، وراعى الحيطة فجعل خازنه خالد آغا في القلعة الداخلية. وفي اليوم التالي تجمع الأهلون فاتخذوا متاريس وحاولوا أن يهجموا على السراي. فتحمل الوزير ذلك إلى المغرب. ولما أدرك الليل خرج من السراي ودخل القلعة الداخلية. وفي اليوم التالي خرج من الباب الحديد وركب زورقا فعبر إلى جانب الكرخ ونزل قرب الحديثة فنصب خيمته. وبعد أن مكث بضعة أيام ذهب إلى أنحاء ديار بكر. فأصابه مرض لازمه بضعة أيام فمات.
بلغت مدة وزارته ١٧ شهرا و ٢٨ يوما. وغاية ما يقال فيه إنه اتخذ الوسائل الكثيرة ولم يقصر في تدبير إلا أنه خانته القوة وأعوزه التوفيق. خاف من الجيش الذي هو تحت سلطته كحذره من عدوه. فهو بين نارين.