وينبغى أن تكون الألفاظ متماثلة متلائمة كى لا يقع بينها التنافر فتصبح كأولاد علة ، يقول : «وأنشدنى أبو العاصى ، قال : أنشدنى خلف الأحمر فى هذا المعنى :
وبعض قريض القوم أولاد علة |
|
يكد لسان الناطق المتحفظ (١) |
وقال أبو العاصى : وأنشدنى فى ذلك أبو البيداء الرياحى :
وشعر كبعر الكبش فرّق بينه |
|
لسان دعىّ فى القريض دخيل |
فانه يقول : إذا كان الشعر مستكرها وكانت ألفاظ البيت من الشعر لا يقع بعضها مماثلا لبعض كان بينها من التنافر ما بين أولاد العلّات. وإذا كانت الكلمة ليس موقعها إلى جنب أختها مرضيا موافقا كان على اللسان عند إنشاد ذلك الشعر مؤونة.
قال : وأجود الشعر ما رأيته متلاحم الأجزاء سهل المخارج ، فتعلم بذلك أنّه قد أفرغ إفراغا واحدا ، وسبك سبكا واحدا ، فهو يجرى على اللسان كما يجرى على الدهان.
وأما قوله : «كبعر الكبش» فانما ذهب إلى أنّ بعر الكبش يقع متفرقا غير مؤتلف ولا متجاور ، وكذلك حروف الكلام وأجزاء البيت من الشعر تراها متفقة ملسا ولينة المعاطف سهلة ، وتراها مختلفة متباينة ومتنافرة مستكرهة تشق على اللسان وتكده ، والأخرى تراها سهلة لينة ورطبة مواتية ، سلسة النظام خفيفة على اللسان حتى كأنّ البيت بأسره كلمة واحدة ، وحتى كأنّ الكلمة بأسرها حرف واحد» (٢).
ويرى أنّ اللفظ كما لا ينبغى أن يكون عاميا وساقطا سوقيا ، فكذلك لا ينبغى أن يكون غريبا وحشيا إلّا أن يكون المتكلم بدويا أعرابيا ، فان
__________________
(١) أولاد علة : هم بنو رجل واحد من أمهات شتى.
(٢) البيان ، ج ١ ص ٦٦.