ولا يستقيم المعنى فيهما إذا لم يقدما. والسر فى ذلك أنّ تقديمهما يفيد تقوى الحكم» (١).
٨ ـ إفادة العموم : مثل : «كل إنسان لم يقم» فيقدم ليفيد نفى القيام عن كل واحد من الناس. (٢)
ويقدم المسند لأغراض منها :
١ ـ تخصيص المسند بالمسند إليه : كقوله تعالى : (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)(٣) وقوله : («لَكُمْ دِينُكُمْ * وَلِيَ دِينِ)(٤).
٢ ـ التنبيه من أول الأمر على أنّه خبر لانعت ، كقول حسان بن ثابت يمدح النبى ـ صلىاللهعليهوسلم ـ :
له همم لا منتهى لكبارها |
|
وهمّته الصّغرى أجلّ من الدهر |
له راحة لو أنّ معشار جودها |
|
على البرّ كان البرّ أندى من البحر |
٣ ـ التفاؤل بتقديم ما يسر : مثل : «عليه من الرحمن ما يستحقه».
٤ ـ التشويق إلى ذكر المسند إليه : كقول محمد بن وهيب :
ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتها |
|
شمس الضحى وأبو إسحق والقمر |
وقول المعرى :
وكالنار الحياة فمن رماد |
|
أواخرها ، وأولها دخان (٥) |
__________________
(١) الإيضاح ، ص ٦٤.
(٢) ينظر مفتاح العلوم ، ص ٩٣ ، والإيضاح ص ٥٢ ، وشروح التلخيص ج ١ ، ص ٣٨٩.
(٣) آل عمران ١٨٩.
(٤) الكافرون ٦.
(٥) مفتاح العلوم ، ص ١٠٥ ، والإيضاح ص ١٠١ ، وشرح التلخيص ج ٢ ، ص ١٠٩.