ويكثر حذف المسند لهذا السبب إذا كانت الجملة جوابا عن استفهام علم منه الخبر ، مثل : «أبى» جوابا لمن سألك : «من فى الدار؟» أو إذا كانت الجملة بعد «إذا» الفجائية مثل : «خرجت فاذا محمد» ويحتمل أن يكون الخبر «بالباب» أو «حاضر».
أو كانت الجملة معطوفة على جملة اسمية والمبتدآن مشتركان فى الحكم مثل : «أنت مسافر وأخوك» أى : وأخوك مسافر أيضا. ومنه قوله تعالى : (أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها)(١) أى : وظلها دائم كذلك.
٢ ـ تكثير الفائدة : ومنه قوله تعالى : (بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ)(٢) فقوله : «فصبر جميل» يحتمل أن يكون من حذف المسند إليه أو المسند ، فاذا حذف المسند إليه كان التقدير : «فأمرى صبر جميل» وإذا حذف المسند كان التقدير : «فصبر جميل أجمل».
ويترجح حذف المسند إذا كان فعلا للدواعى التى تقدمت ، ومن ذلك قوله تعالى : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ)(٣) أى : خلقهن الله. (٤)
ولا بدّ لحذف المسند من قرينة تميزه ، والقرينة إما :
١ ـ سؤال محقق ، أى واقع ، كقوله تعالى : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ)(٥) تقديره : خلقهن الله. والمعنى : يتحقق السؤال ههنا تحققه قبل الجواب لا إنّه محقق الوقوع عند نزول الآية لأنّ فعل الشرط مستقبل المعنى ، بل الاقتصار على لفظ الجلالة الكريمة يستدعى تقدم سؤال استغنى به عن ذكر «خلقهن».
__________________
(١) الرعد ٣٥.
(٢) يوسف ١٨.
(٣) لقمان ٢٥.
(٤) ينظر مفتاح العلوم ص ٨٤ وص ١٠٨ والإيضاح ص ٨٠ ، وشروح التلخيص ج ٢ ص ٢ وما بعدها.
(٥) لقمان ٢٥.