الفصل الأول
الفصاحة
فى اللغة :
لفظة الفصاحة مما شاع وعرفه العرب بمفهومه اللغوى قبل أن تأخذ الألفاظ دلالتها الفنية. ونجد لها فى المعاجم دلالتين :
الأولى : لغوية تقوم على المعنى الأول الذى وضعه العرب واستعملوه قبل أن تظهر علوم البلاغة والنقد. ففى لسان العرب : «يوم مفصح : لا غيم فيه ولا قر. أفصح اللبن : ذهب اللبأ عنه. فصح اللبن : إذا أخذت عنه الرغوة. قال فضلة السلمى :
رأوه فاز دروه وهو خرق |
|
وينفع أهله الرجل القبيح |
فلم يخشوا مصالته عليهم |
|
وتحت الرغوة اللبن الفصيح |
أفصحت الشاة والناقة : خلص لبنها. أفصح الصبح : بدا ضوؤه واستبان ، وكل ما وضح فقد أفصح ، وكل واضح مفصح. ويقال : قد فصحك الصبح ، أى : بان لك وغلبك ضوؤه. فصحه الصبح : هجم عليه»
الثانية : دلالة تقرب من المعنى الاصطلاحى الذى تعارف عليه البلاغيون ، ففى اللسان : «الفصاحة : البيان. فصح الرجل فصاحة فهو فصيح من قوم فصحاء وفصاح وفصح ، وامرأة فصيحة من نسوة فصاح وفصائح. رجل فصيح وكلام فصيح ، أى : بليغ. لسان فصيح ، أى : طلق. وقد جاء فى الشعر فى وصف العجم : أفصح ، يريد به بيان القول وإن كان بغير العربية ، كقول أبى النجم :
أعجم فى آذانها فصيحا
يعنى : صوت الحمار أنه أعجم ، وهو فى آذان الأتن فصيح بين.