وقول ابن الرومى :
كم من أب قد علا بابن ذرا شرف |
|
كما علت برسول الله عدنان (١) |
٣ ـ ذكر العام بعد الخاص : ويؤتى به لإفادة العموم مع العناية بشأن الخاص. قال الزركشى : «وهذا أنكر بعض الناس وجوده ، وليس بصحيح» (٢) ومثّل له بقوله تعالى : (إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي)(٣) ، والنسك العبادة ، فهو أعم من الصلاة.
ومنه قوله : (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ ، وَأَنَّ اللهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ)(٤).
٤ ـ التكرير : وهو أن يأتى المتكلم بلفظ ثم يعيده بعينه سواء كان اللفظ متفق المعنى أم مختلفا ، أو يأتى بمعنى ثم يعيده (٥).
ويؤتى به لأغراض :
الأول : التأكيد ، كقوله تعالى : (كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ. ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ)(٦) ، وفى «ثم» دلالة على أنّ الإنذار الثانى أبلغ وأشد.
الثانى : زيادة التنبيه على ما ينفى التهمة ليكمل تلقى الكلام بالقبول ، ومنه قوله تعالى : (وَقالَ الَّذِي آمَنَ : يا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشادِ. يا قَوْمِ إِنَّما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا مَتاعٌ)(٧) ، فانه كرر فيه النداء لذلك.
__________________
(١) الإيضاح ص ١٩٧ ، وشروح التلخيص ج ٣ ص ٢١٦ ، والبرهان فى علوم القرآن ج ٢ ص ٤٦٤.
(٢) البرهان فى علوم القرآن ج ٢ ص ٤٧١.
(٣) الأنعام ١٦٢.
(٤) التوبة ٧٨.
(٥) ينظر الفوائد ص ١١١ ، والمثل السائر ج ٢ ص ١٢٩ ، ١٥٧ ، والجامع الكبير ص ٢٠٤ ، وخزانة الأدب ص ١٦٤ ، والمصباح ص ١٠٥.
(٦) التكاثر ٣ ـ ٤.
(٧) غافر ٣٨ ـ ٣٩.