ومما قبح قول أبى تمام :
فالمجد لا يرضى بأن ترضى بأن |
|
يرضى المؤمل منك إلّا بالرضى |
ومنه قول الآخر :
وقبر حرب بمكان قفر |
|
وليس قرب قبر حرب قبر |
ومنه قول المتنبى :
وتسعدنى فى غمرة بعد غمرة |
|
سبوح لها منها عليها شواهد |
وأما الثانى من شروط اللفظة المفردة فيكون فى التأليف إذا ترادفت الكلمات المختارة فيوجد الحسن فيها أكثر وتزيد طلاوته على ما لا يجمع من تلك الكلمات إلا القليل ، وهذا يرجع إلى اللفظة بانفرادها وليس للتأليف فيه إلّا ما أثاره التواتر والترادف. وكذلك الثالث والرابع من الأقسام لا علقة للتأليف بهما ، وإنّما يقبح إذا كثر فيه الكلام الوحشى أو العامى.
وأما الخامس فللتأليف به علقة وكيدة ، لأنّ إعراب اللفظة تبع لتأليفها من الكلام وعلى حكم الموضع الذى وردت فيه.
وأما السادس فللتأليف فيه تعلق بحسب إضافة الكلمة إلى غيرها ، فانّ القبح يختلف بحسب ذلك.
وأما السابع فلا علقة للتأليف به ، إلّا أنّ ظهور قبحه أجلى إذا ترادفت فيه الكلمات الطوال.
وأما الثامن فلا علقة للتأليف به إذ كان لا يتعدى الكلمة بانفرادها.
ودراسة ابن سنان للفصاحة من أخصب الدراسات ، ولا يكاد المتأخرون يخرجون عنها فى كل ما ألفوا أو اختصروا أو شرحوا.
عبد القاهر :
وكانت الفصاحة والبلاغة والبراعة والبيان ألفاظا مترادفة عند عبد القاهر الجرجانى (ـ ه أو ه) ، وكلها يعبر بها عن «فضل بعض القائلين