وضع المظهر موضع المضمر :
فان كان ذلك الظاهر اسم إشارة ففائدته :
١ ـ كمال العناية فى ترك مقتضى الظاهر إلى غيره لاختصاصه بحكم غريب ، كقول ابن الراوندى :
كم عاقل عاقل أعيت مذاهبه |
|
وجاهل جاهل تلقاه مرزوقا |
هذا الذى ترك الأوهام حائرة |
|
وصيّر العالم النحرير زنديقا |
فالمشار إليه هو كون العاقل محروما والجاهل مرزوقا ، أو إعياء مذاهب العاقل ورزق الجاهل.
٢ ـ التهكم بالسامع والتعجب من أمره ، كقوله تعالى : (ص ، وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ. بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ. كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ. وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ ، وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ)(١).
فالإتيان باسم الإشارة فى قوله «هذا ساحر كذّاب» إنّما هو للتهكم من الكفار.
٣ ـ التنبيه على كمال بلادة السامع ، كأن يقال : «من الحاكم؟» فيقال فى الجواب «ذلك محمد» بدل «هو محمد».
٤ ـ التنبيه على كمال فطنة السامع ، وذلك أن يكون غير المحسوس عنده كالمحسوس. ومثال ذلك أن يقال «هذه قضية مهمة» بدل «هى قضية مهمة».
٥ ـ ادعاء كمال ظهور المسند إليه عند المتكلم ولو لم يكن ظاهرا فى نفسه ، وذلك أن يقال «هذه مسألة واضحة» بدل «هى مسألة واضحة». وإن كان المظهر غير اسم إشارة فالعدول إليه عن الضمير يأتى لأسباب منها :
__________________
(١) ص ١ ـ ٤.