٦ـ اقتران الكلام بالفعل ، فإنه يفيد تقديره ، كقولنا لمن أعرس «بالرفاء والبنين» (١) ، فإنه يفيد بالرفاء والبنين أعرست (٢).
والمحذوف ـ كما تقدم ـ نوعان :
النوع الأول : حذف جزء جملة ، وهو حذف المفردات ويكون على صور مختلفة :
١ ـ حذف الفاعل والاكتفاء فى الدلالة عليه بذكر الفعل ، كقول العرب «أرسلت» وهم يريدون المطر ولا يذكرون السماء. ومنه قوله تعالى : (كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ. وَقِيلَ مَنْ راقٍ)(٣) ، والضمير فى «بلغت» للنفس ولم يجر لها ذكر. ومنه قول حاتم الطائى :
أماوىّ ما يغنى الثراء عن الفتى |
|
إذا حشرجت يوما وضاق بها الصّدر |
يريد النفس ، ولم يجر لها ذكر :
٢ ـ حذف الفعل وجوابه ، وهو نوعان :
أحدهما : يظهر بدلالة المفعول عليه كقوله تعالى : (فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها)(٤) ، أى : احذروا.
ومنه قول المتنبى :
ولو لا أنّ أكثر ما تمنّى |
|
معاودة لقلت ولا مناكا |
فقوله «ولا مناكا» فيه محذوف تقديره : ولا صاحبت مناكا.
__________________
(١) الرفاء ـ بالكسر ـ : الاتفاق والتلاحم.
(٢) الإيضاح ص ١٩٣ ، وتنظر شروح التلخيص ج ٣ ص ٢٠٣.
(٣) القيامة ٢٦ ـ ٢٧.
(٤) الشمس ١٣.