منها وسامة. وهذا فيما ليس لمفرده مقدار محصور بخلاف المعرفة فانّه لواحد بعينه يثبت الذهن عنده ويسكن إليه» (١) ، فالتنكير يجىء لفائدة يقصر عن إفادتها العلم.
وينكر المسند إليه لأغراض منها :
١ ـ الإفراد : كقوله تعالى : (وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى) (٢) ، أى : فرد من أشخاص الرجال.
٢ ـ النوعية : كقوله تعالى : (وعلى أبصارهم غشاوة) (٣) ، أى : نوع من الأغطية ، وهو غطاء التعامى عن آيات الله.
٣ ـ التعظيم : كقوله تعالى : (ولكم في القصاص حياة) (٤) ، أى : حياة عظيمة.
٤ ـ التحقير : كقول الشاعر :
له حاجب عن كلّ شىء يشينُه |
|
وليس له عن طالب العرف حاجب |
فتنكير «حاجب» الأولى للتعظيم ، وتنكير «حاجب» الثانية للتحقير ، لأنّ مقام المدح يقتضى أنّ الحاجب ـ أى المانع ـ عن كل ما يشين ـ أى يعيب ـ الممدوح عظيم ، والحاجب عن المعروف والإحسان ينسلب حقيره فمن باب أجرى عظيمه ، وذلك لما فى معنى التنكير من الإيماء إلى أنّ هذا الأمر لا يعرف لبلوغه الدرجة العليا فى الرفعة أو فى الدقة فمن شأنه أن ينكر ولا يعرف لكونه لا يدرك.
ومثال التعظيم والتحقير أيضا قول الشاعر :
ولله منى جانب لا أضيعه |
|
وللهو منى والخلاعة جانب |
__________________
(١) البرهان الكاشف عن إعجاز القرآن ص ١٣٦.
(٢) القصص ٢٠.
(٣) البقرة ٧.
(٤) البقرة ١٧٩.