فيا قبر معن أنت أوّل حفرة |
|
من الأرض خطّت للسماحة موضعا |
ويا قبر معن كيف واريت جوده |
|
وقد كان منه البرّ والبحر مترعا |
ويؤتى لغير ذلك من الأغراض التى يحددها المقام (١).
٥ ـ الإيغال : واختلف فى معناه ، فقيل : هو ختم البيت بما يفيد نكتة يتم المعنى بدونها ، كزيادة المبالغة فى قول الخنساء :
وإنّ صخرا لتأتمّ الهداة به |
|
كأنّه علم فى رأسه نار |
فهى لم تقف عند تشبيهه بالجبل المرتفع بل أضافت النار فى رأسه.
وقيل إنّه لا يختص بالنظم ، ومن ذلك قوله تعالى (اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ)(٢).
ولذلك فتعريفه بأنه «الإتيان فى مقطع البيت وعجزه أو فى الفقرة الواحدة بنعت لما قبله مفيد للتأكيد والزيادة» (٣) يجمع النوعين.
٦ ـ التذييل : قال ابن سنان : «هو أن يكون اللفظ زائدا على المعنى وفاضلا عنه» (٤) ، ويفهم من هذا التعريف أنّه يريد «التطويل» ، أو الإطناب ، لأنّه قسّم دلالة الألفاظ على المعانى ثلاثة أقسام : المساواة والتذييل والإشارة ، وليس كذلك تعريف المتأخرين ، فهو «تعقيب الجملة بجملة تشتمل على
__________________
(١) ينظر الإيضاح ص ١٩٧ ، وشروح التلخيص ج ٣ ص ٢١٨ ، والبرهان فى علوم القرآن ج ٤ ص ١١.
(٢) يس ٢١.
(٣) الطراز ج ٣ ص ١٣١ ، وينظر سر الفصاحة ص ١٨١ ، وكتاب الصناعتين ص ٣٨٠ ، والجامع الكبير ص ٢٤١ ، والمصباح ص ١٠٤ ، وبديع القرآن ص ٩١ ، وتحرير التحبير ص ٢٣٢ ، ٢٤١ ، وخزانة الأدب ص ٢٣٤ ؛ والإيضاح ص ١٩٩ وشروح التلخيص ج ٣ ص ٢٢٠.
(٤) سر الفصاحة ص ٢٤٣ ، ٢٥٦.