٢ ـ أو سؤال مقدر ، أى غير منطوق به كقول الشاعر :
ليبك يزيدا ضارع لخصومة |
|
ومختبط مما تطيح الطوائح (١) |
فانه لما قال «ليبك يزيد» كأنّ سائلا سأله من يبكيه؟ فقال : ضارع.
أى : يبكيه ضارع. ومنهم من قدر المحذوف «الباكى» فيكون المحذوف المسند إليه (٢)
ويحذف المفعول به فى الجملة وقد قال عبد القاهر إنّ الحاجة إلى حذفه أمسّ وإنّ اللطائف فيه أكثر (٣) ، ويكون ذلك لأغراض بلاغية منها :
١ ـ البيان بعد الإبهام : كما فى فعل المشيئة إذا لم يكن فى تعلقه بمحذوفه غرابة ، مثل : «لو شئت جئت أو لم أجىء» أى : لو شئت المجىء أو عدم المجىء. فعند النطق بـ «لو شئت» علم السامع أنك علقت المشيئة بشىء فيقع فى نفسه أنّ هنا شيئا تعلقت به مشيئتك بأن يكون أو لا يكون فاذا قلت : «جئت» أو «لم أجىء» عرف ذلك الشىء. ومنه قوله تعالى : (فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ)(٤) ، وقوله : (فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ)(٥) ، وقوله : (مَنْ يَشَأِ اللهُ يُضْلِلْهُ)(٦).
ومنه قول البحترى :
لو شئت عدت بلاد نجد عودة |
|
فحللت بين عقيقه وزروده (٧) |
__________________
(١) المختبط : هو الذى يأتى للمعروف من غير وسيلة. الإطاحة : الإذهاب والإهلاك ، والطوائح : جمع مطيحة على غير القياس كلواقح جمع ملقحة.
(٢) ينظر شروح التلخيص ج ٢ ص ١٣.
(٣) دلائل الإعجاز ص ١١٧.
(٤) الأنعام ١٤٩.
(٥) الشورى ٢٤.
(٦) الأنعام ٣٩.
(٧) العقيق وزرود : موضعان.