ومنه :
ولو شئت أن أبكى دما لبكيته |
|
عليك ولكن ساحة الصّبر أوسع |
ـ دفع ما يوهم فى أول الأمر إرادة شىء غير المراد : كقول البحترى :
وكم ذدت عنى من تحامل حادث |
|
وسورة أيام حززن إلى العظم (١) |
ولو قال : «حززن اللحم» لجاز أن يتوهم السامع قبل ذكر ما بعده أنّ الحزّ كان فى بعض اللحم ولم ينته إلى العظم فترك ذكر اللحم ليبرئ السامع من هذا الوهم ويصور فى نفسه من أول الأمر أنّ الحزّ مضى فى اللحم حتى لم يرده إلا العظم.
٣ـ تضمن إيقاع الفعل على صريح لفظه إظهارا لكمال العناية بوقوعه عليه كقول البحترى :
قد طلبنا فلم نجد لك فى السّؤ |
|
دد والمجد والمكارم مثلا |
أى : قد طلبنا لك مثلا فى السؤدد والمجد والمكارم.
٤ ـ القصد إلى التعميم فى المفعول والامتناع أن يقصره السامع على ما يذكر معه دون غيره مع الاختصار : كقوله تعالى : (وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ)(٢) ، أى : يدعو كل أحد.
٥ ـ رعاية الفاصلة : كقوله تعالى : (وَالضُّحى. وَاللَّيْلِ إِذا سَجى. ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى)(٣) ، أى : وما قلاك.
٦ ـ استهجان ذكره : ومنه ما روى عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ أنها قالت : «ما رأيت منه ولا رأى منى» ، تعنى العورة.
٧ ـ الاختصار : كقوله تعالى : (أرني أنظر إليك) (٤) ، أى : أرنى ذاتك (٥).
__________________
(١) سورة الأيام : شدتها وصولتها.
(٢) يونس ٢٥.
(٣) الضحى ١ ـ ٣.
(٤) الأعراف ١٤٣.
(٥) ينظر دلائل الإعجاز ص ١١٨ ، ونهاية الإيجاز ص ١٣٩ ، ومفتاح للعلوم ص ١٠٩ ، والإيضاح ص ١٠٥ ، وشروح التلخيص ج ص ١٣١.