٨ ـ بسط الكلام حيث يقصد الإصغاء : كقوله تعالى حكاية عن موسى ـ عليهالسلام ـ : (هِيَ عَصايَ)(١) ، ولذلك زاد على الجواب بقوله : «أتوكأ عليها».
وذكر السكاكى أنّ المسند إليه يذكر لكون الخبر عام النسبة إلى كل مسند إليه (٢) ، كقول الشاعر :
الله أنجح ما طلبت به |
|
والبرّ خير حقيبة الرحل |
وقول أبى ذؤيب الهذلى :
النفس راغبة إذا رغّبتها |
|
وإذا تردّ إلى قليل تقنع |
ولكن القزوينى قال : «وفيه نظر ، لأنّه إن قامت قرينة تدل عليه إن حذف فعموم الخبر وإرادة تخصيصه بمعين وحدهما لا يقتضيان ذكره وإلّا فيكون ذكره واجبا» (٣).
أما ذكر المسند فللأسباب التى تقدمت فى المسند إليه كزيادة التقرير ، والتعريض بغباوة السامع ، والاستلذاذ ، والتعظيم ، والإهانة ، وبسط الكلام. أو ليتعين كونه اسما فيستفاد منه الثبوت ، أو كونه فعلا فيستفاد منه لتجدد ، أو كونه ظرفا فيورث احتمال الثبوت والتجدد (٤).
الحذف :
الحذف ـ لغة ـ الإسقاط ، واصطلاحا إسقاط بعض الكلام أو كله لدليل (٥) والحذف عند البديعيين غير ما نراه عند علماء المعانى ، فهو «أن يحذف المتكلم
__________________
(١) طه ١٨.
(٢) مفتاح العلوم ص ٨٥.
(٣) الإيضاح ص ٣٤ ، وينظر شروح التلخيص ج ١ ص ٢٨٢ وما بعدها.
(٤) مفتاح العلوم ص ٩٩ ، والإيضاح ص ٨٦ ، وشروح التلخيص ج ٢ ص ١٩.
(٥) البرهان فى علوم القرآن ج ٣ ص ١٠٢.