الاطناب
تعريفه :
الإطناب ـ لغة ـ مصدر أطنب فى كلامه إطنابا ، إذا بالغ فيه وطوّل ذيوله لإفادة المعانى. واشتقاقه من قولهم : «أطنب بالمكان» إذا طال مقامه فيه.
والإطناب ـ اصطلاحا ـ زيادة اللفظ على المعنى لفائدة.
وقد شغل هذا الأسلوب النقاد منذ عهد مبكر وعرض له الجاحظ ، وعقد له البلاغيون فصولا ضافية ، من ذلك ما فعله أبو هلال العسكرى الذى ذكر فى مطلع البحث حجة أصحاب الإطناب ، فقد قالوا : «المنطق إنّما هو بيان ، والبيان لا يكون إلّا بالإشباع ، والشفاء لا يقع إلّا بالإقناع ، وأفضل الكلام أبينه ، وأبينه أشده إحاطة بالمعانى ، ولا يحاط بالمعانى إحاطة تامة إلّا بالاستقصاء ، والإيجاز للخواص ، والإطناب مشترك فيه الخاصة والعامة ، والغبى والفطن ، والريض والمرتاض ، ولمعنى ما أطيلت الكتب السلطانية فى إفهام الرعايا» (١). ولكن أبا هلال يرى أنّ الإيجاز والإطناب يحتاج إليهما فى الكلام ، وهذا هو الصحيح لتتم المطابقة لمقتضى الحال.
وكان ابن الأثير من أكثر البلاغيين اهتماما بهذا الأسلوب ، وقد عرّفه بقوله : «هو زيادة اللفظ على المعنى لفائدة» (٢).
وعرفه ابن قيم الجوزية بقوله : «هو زيادة فى اللفظ لتقوية المعنى» (٣) ويتفق هذا التعريف مع التعريفات الأخرى التى لا تكاد تخرج عن هذا المعنى
__________________
(١) كتاب الصناعتين ص ١٩٠.
(٢) المثل السائر ج ٢ ص ١٢٨ ، وينظر الجامع الكبير ص ١٤٦.
(٣) الفوائد ص ٩٠٧.