وهو أنّ الإطناب زيادة اللفظ لغرض يقصد إليه المتكلم ، وإلّا كان إطالة لا يقتضيها المقام.
والتطويل من المصطلحات التى تتردد ، وقد ذم بعضهم هذا الأسلوب وميّز بينه وبين الإطناب فقال أبو هلال : «فالإطناب بلاغة والتطويل عى ، لأنّ التطويل بمنزلة سلوك ما يبعد جهلا بما يقرب ، والإطناب بمنزلة سلوك طريق بعيد نزه يحتوى على زيادة فائدة» (١).
وفرّق ابن الأثير بينهما فقال فى التطويل إنّه «يدل على المعنى بلفظ يكفيك بعضه فى الدلالة عليه» (٢). وقال عنه : «هو زيادة اللفظ عن المعنى لغير فائدة» (٣) ، فى حين قال عن الإطناب إنه «زيادة اللفظ على المعنى لفائدة» (٤) ، واذا حذفت منه الزيادة المؤكدة للمعنى تغير ذلك المعنى وزال ذلك التأكيد عنه وذهبت فائدة التصوير والتخييل التى تفيد السامع ما لم يكن إلّا بها ، فقوله تعالى : (فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)(٥) لا يسمى إيجازا لأنه أتى فيه بزيادة لفظ هى «الصدور» ولا يسمى تطويلا لأن التطويل لا فائدة فيه أصلا وهذا فيه فائدة ولذلك سمى إطنابا ، وليس كذلك التطويل فالبيت :
طلوع الثنايا بالمطايا وسابق |
|
إلى غاية من يبتدرها يقدّم |
فيه تطويل لأنّ لفظة «المطايا» فضلة لا حاجة إليها (٦)
__________________
(١) كتاب الصناعتين ص ١٩١.
(٢) المثل السائر ج ٢ ص ٧٤.
(٣) المثل السائر ج ٢ ص ١٢٩.
(٤) المثل السائر ج ٢ ص ١٢٨.
(٥) الحج ٤٦.
(٦) ينظر المثل السائر ج ٢ ص ٧٤ وص ١٥٧.