وقول الآخر
اذا قال قدني قال بالله حلفة |
|
لتغني عني ذا أنائك اجمعا |
والاضافة بمعنى في مختلف فيها والحمل على المتفق عليه اولى من الحمل على المختلف فيه الثالث ان الاضافة في نحو. (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ.) اما بمعنى اللام على جعل الظرف مفعولا به على سعة الكلام واما بمعنى في على بقاء الظرفية لكن الاتفاق على جواز جعل الظرف مفعولا به على السعة كما في صيد عليه يومان وولد له ستون عاما والاختلاف في جواز جعل الاضافة بمعنى في يرجح الحمل على الاول دون الثاني. واعلم ان الاضافة على ضربين لفظية ومعنوية فان كان المضاف وصفا يعمل فيما اضيف اليه عمل الفعل كما في حسن الوجه وضارب زيد فاضافته لفظية وان كان غير ذلك فاضافته معنوية تورثه تخصيصا ان كان المضاف اليه نكرة كغلام رجل وتعريفا ان كان المضاف اليه معرفة كغلام زيد ما لم يكن المضاف ملازما للابهام كغير ومثل اذا لم يرد بهما كمال المغايرة والمماثلة واما المضاف اضافة لفظية فلا يتخصص بالاضافة ولا يتعرف بل هو معها على ابهامه قبل لان المقصود منها اما مجرد تخفيف اللفظ بحذف التنوين او نون التثنية او الجمع على حدها كما في هو حسن وجه وهما حسنا وجه وهم ضاربوا زيد واما ذهاب قبح في الرفع والنصب على وجه التحقيق كما في الحسن الوجه او التشبيه كما في الضارب الرجل وستسمع في الكلام على اعمال الصفة المشبهة باسم الفاعل ما يوضح لك هذا وقد نبه على ان من الاضافة ما يفيد التخصيص او التعريف بقوله واخصص اولا او أعطه التعريف بالذي تلا بتنكير المفعول على معنى واخصص نوعا من المضاف او اعطه التعريف بحسب ما للمضاف اليه من التنكير او التعريف لا كل مضاف ثم بيّن ما لا يتخصص ولا يتعرف بالاضافة ليبقى ما عداه على حكم الاطلاق الاول وبين اسم كل من النوعين فقال
وإن يشابه المضاف يفعل |
|
وصفا فعن تنكيره لا يعزل |
كربّ راجينا عظيم الأمل |
|
مروّع القلب قليل الحيل |
وذي الإضافة اسمها لفظيّه |
|
وتلك محضة ومعنويّه |
الوصف الذي يشابه الفعل المضارع في العمل هو ما اريد به الحال او الاستقبال من اسم فاعل او اسم مفعول او صفة مشبهة باسم الفاعل كالذي اشتملت عليه امثلة البيت