الثاني والذي يدل على ان اضافة هذا الوصف في تقدير الانفصال وانها لا تفيد فائدة الاضافة المعنوية جواز دخول ربّ عليه كرب راجينا ومثله قول الشاعر
يا رب غابطنا لو كان يطلبكم |
|
لاقى مباعدة منكم وحرمانا |
ونعت النكرة به كقوله تعالى. (هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ.) ونصبه على الحال كقوله تعالى.
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ ثانِيَ عِطْفِهِ.) وانما سميت هذه الاضافة لفظية لان فائدتها ليست عائدة الّا الى اللفظ اما الى تخفيفه واما الى تحسينه وانما سميت الاضافة المخصصة محضة لانها خالصة من شائبة الانفصال ومعنوية لان فائدتها عائدة الى المعنى لانها تنقل المضاف من الابهام الى التخصيص او التعريف كما عرفت
ووصل أل بذا المضاف مغتفر |
|
إن وصلت بالثّان كالجعد الشّعر |
أو بالّذي له أضيف الثّاني |
|
كزيد الضّارب رأس الجاني |
وكونها في الوصف كاف إن وقع |
|
مثنّى او جمعا سبيله اتّبع |
يختص المضاف اضافة لفظية بجواز دخول الالف واللام عليه بشرط كونه اما مضافا الى ما فيه الالف واللام او الى مضاف الى ما فيه الالف واللام كالجعد الشعر والضارب رأس الجاني واما مثنى او مجموعا على حده كقولك الضاربا زيد والمكرموا عمرو والى ذا الاشارة بقوله وكونها في الوصف كاف ان وقع مثنى او جمعا سبيله اتبع اي وكون أل في الوصف المذكور كاف في اغتفاره وقوع الوصف مثنى او جمعا اتبع سبيل المثنى في سلامة لفظ واحده والاعراب بالحرف فكونها مبتدأ وان وقع مبتدأ ثان وكاف خبره والجملة خبر الاول ولو كان الوصف المعرّف بالالف واللام غير مثنى ولا مجموع على حده لم يضف الى ظاهر عار من الالف واللام الّا عند الفراء ولا الى ضمير الّا عند الرماني والمبرد في احد قوليه ولا خلاف في صحة اتصال الضمير بالصفة لكن سيبويه يحكم على موضعه بما يستحقه الظاهر الواقع موقعه والاخفش يحكم عليه بالنصب دخلت الالف واللام على الصفة او لم تدخل فضاربك والضاربك عنده سيان في استحقاق النصب وهما عند الرماني سيان في استحقاق الجرّ والاول عند سيبويه مضاف ومضاف اليه والثاني ناصب ومنصوب