أهل الصناعة : إن الألف والنون زائدتان ، وإن كان ـ عليهالسلام ـ لم يتفوّه بذلك ، غير أن اشتقاقه إيّاه من الغىّ بمنزلة قولنا نحن : إن الألف والنون فيه زائدتان. وهذا واضح. وكذلك قولهم : إنما سمّيت هانئا لتهنأ ، قد عرفنا منه أنهم كأنهم قد قالوا : إن الألف فى هانئ زائدة ، وكذلك قولهم : فجاء (١) يدرم من تحتها ـ أى يقارب خطاه ، لثقل الخريطة بما فيها ، فسمى دارما ـ قد أفادنا اعتقادهم زيادة الألف فى دارم عندهم.
* * *
__________________
فى ـ كلام العرب ؛ يؤثرون المحاكاة تاركين القياس ، كقولهم : عيناء حوراء ، من الحير العين. وانظر اللسان (رشد).
(١) «ابن مالك بن حنظلة أبو حىّ من تيم وكان يسمى بحرا لأنّ أباه أتاه قوم فى حمالة فقال له يا بحر ائتني بخريطة المال فجاءه يحملها وهو يدرم تحتها : يقارب خطاه وأصله من درمت الفأرة والأرنب والقنفذ تدرم ـ بالكسر ـ درما ، فسمّى دارما لذلك. اللسان والقاموس (درم).