قومٌ زكت أعراقُهم وَسمتْ لهُم |
|
هِمَمٌ وطابتْ أنفُسٌ وَذواتُ |
قومٌ لَهمْ قَصبُ السباقِ إلى العُلا |
|
وَالمجدُ إن ضَمَّتهُمُ الحلَباتُ |
هَذي النفوسُ وليسَ من مِثلٍ لها |
|
بنفوسِ هذا الخلقِ مَفدِيّاتُ |
هذي النفوسُ الكاملاتُ وَهذه |
|
هِممٌ على هامِ النجومِ علاتُ |
هذي الجواهرُ للوجُودِ غَدتْ على |
|
كلِّ الجواهرِ وَهي مُختاراتُ |
تَمضي العصورُ وفي أعالي لوحِها |
|
أخبارها بالنورِ مَسطُوراتُ |
باتَ الحسينُ وصحبُه مِنْ حَولهِ |
|
وَلَهُم دويُّ النحلِ لمَّا بَاتوا |
مِنْ رُكّعٍ وسطَ الظلامِ وسُجّدٍ |
|
للهِ منهُم تكثرُ الدّعواتُ |
وَتراءت الحورُ الحسانُ وزُيّنتْ |
|
لِقدُومِهمْ بنعيمِها الجنّاتُ |
وَبدا الصباحُ وَلم تَنْم عينٌ لَهمْ |
|
كلاّ ولا نابتهُمُ غَفواتُ |
وَدنا ابنُ سَعدٍ منهُمُ بجيوشه |
|
راياته بالكُفرِ مَعقوداتُ |
نادى اشهدوا إني لأوّلُ منْ رمى |
|
جيشَ الحسينِ وتابعتهُ رُماةُ |
يبغي رضا نسلِ البغايا مُغضِبا |
|
رَبَّ السما فجزاؤُه الدرَكَاتُ |
فَهُناكَ أنصار الحسينِ تَسابقُوا |
|
للحربِ قد صَحّت لهم نيّاتُ |
فكأنَّ كُلاًّ مِنهُمُ ليثٌ به |
|
قَذفَت إلى خَوضِ الوغى الغَاباتُ |
نيفٌ وسبعونَ التقوا مَعْ عِدّةٍ |
|
فيها الثلاثون الألوفَ طُغاةُ |
كَرُّوا على تلكَ الجموعِ ضَراغماً |
|
وَلهم هنالِك صولةٌ وثباتُ |
حتى أُبيدوا مُقبلينَ بواسلاً |
|
لثغُورِهم تحتَ الوغى بسماتُ |
وَقضوا كراماً بعد ما حطموا القنا |
|
وَتثلّمتْ للماضياتِ ظِباتُ |
ولمجدِهم كُتبَ الخلودُ ودامَ في |
|
أنفِ الزمانِ لذكرِهم عَبَقاتُ |