(وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً).
وأن يكون أنه لا ريب فيه ، في الواقع. وان كانوا مظهرين للريب.
كما روي عن أبي محمد العسكري (١) ، أنه قال ـ عليه السلام ـ : (لا رَيْبَ فِيهِ) ، لا شك فيه ، لظهوره عندهم. كما أخبرهم أنبياؤهم : أن محمدا نزل (٢) عليه كتاب ، لا يمحوه الماء. يقرؤه (٣) هو وأمته على سائر أحوالهم.
ولم يقدم الظرف ، كما قدم في قوله لا فيها غول. لأنه لم يقصد هنا ، انحصار نفي الريب فيه. كما قصد هناك انحصار نفي الغول ، في خمور الجنة.
وقرأ أبو الشعشعاء (٤) لا ريب فيه بالرفع. والفرق «الأول ونظيره» (٥) ، بينها وبين القراءة المشهورة ، أن المشهورة توجب الاستغراق. وهذه تجوزه.
والوقف على فيه ، هو المشهور.
وعن نافع وعاصم : انهما وقفا ، على (لا رَيْبَ). ولا بد للواقف من أن ينوي خبرا ، ليتم الكلام الأول. ونظيره قوله تعالى : (قالُوا لا ضَيْرَ) (٦) ، وقول العرب : «لا بأس». وهي كثيرة في لسان أهل الحجاز. والتقدير : لا ريب فيه ، فيه.
فعلى التقدير الأول ، يحتمل أن يكون «فيه» ، صفة «للريب» ، والخبر ، محذوفا ، وأن يكون هو الخبر ، والمجموع ، جملة. وقعت مؤكدة «لذلك الكتاب» ،
__________________
(١) تفسير العسكري / ٢٨.
(٢) المصدر : ينزل.
(٣) المصدر : يقرء.
(٤) أ : الشعشعاء.
(٥) يوجد في أ.
(٦) الشعراء / ٢٦.