فيه الريبة. وهي قلق (١) النفس واضطرابها (٢).
قال ـ عليه السلام ـ : دع ما يريبك ، الى ما لا يريبك. فان الشك ، ريبة.
والصدق ، طمأنينة (٣).
أي : كون الأمر مشكوكا فيه ، مما ينفلق (٤) النفس له. ولا يستقر. وكونه صحيحا صادقا ، مما يطمئن له. ويسكن. ومنه «ريبة الزمان» ، لما يطلق النفوس ، من نوائبه. فالمراد به ، الشك. لا معناه المصدري.
وضمير فيه ، راجع الى الحكم السابق ان كان هناك ، حكم ، أو الى «الكتاب» ، أو الى «ذلك».
وانما نفى الريب ، مع كثرة المرتابين ، لأن الريب ، مع وضوح مزيحه (٥) ، كلا ريب.
ويحتمل أن يكون المراد ، أن القرآن ليس مظنة للريب. بمعنى أن العاقل إذا رجع الى عقله وترك العناد ، ظهر حقيته وصدقه عليه ، غاية الظهور. ولم يبق مع شك وريب ، أصلا.
وأن يكون أن (لا رَيْبَ فِيهِ) ، (لِلْمُتَّقِينَ) ، و (هُدىً) ، حالا عن الضمير المجرور.
وأن يكون الريب المنفي ، هو الريب بمعناه المصدري ، أي : ليس فيه إيقاع شك ، بأن يكون فيه ، شيء يوقع في الشك. كالاختلاف المذكور في قوله تعالى (٦) :
__________________
(١) أ : فلق.
(٢) مجمع البيان ١ / ٣٧.
(٣) ر. أنوار التنزيل ١ / ١٥.
(٤) أ : ينفلق.
(٥) أ : مزيجه.
(٦) النساء / ٨٢.