والتالي باطل. فالمقدم مثله. والملازمة ممنوعة. والمستند أن ذلك مبني على أن يكون المراد من الناس ، المنافقين المذكورين سابقا وليس كذلك. بل المراد ، المؤمنون.
وفائدة التقييد ، التحريص. ونظيره قوله : أكرم أخاك ، كما أكرمه عمرو.
(وبعض استدل من قوله (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) على أن الإقرار فقط ، ليس بإيمان. وهو أيضا ، باطل. لجواز أن يكون قولهم «آمنا» لأخبار الايمان ، لا إنشائه) (١).
(قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ) :
«الهمزة» فيه للإنكار ، مجازا ، إذ الأصل فيها (٢) الاستفهام. استعملت فيه لعلاقة عدم اعتقاد الثبوت فيهما. وإذا كانت للاستفهام ، يطلب بها التصور والتصديق ، كما يطلب بهل ، التصديق وبباقي أدوات ، الاستفهام التصور. والحق أن الكل ، لطلب التصور ، في المآل. ومعنى الإنكار فيه ، أن ذلك لا يكون أصلا.
و «اللام» للعهد ، اشارة الى «الناس» المذكور سابقا. أو الجنس. وهم مندرجون تحت مفهومه ، على زعمهم وتسفيههم. اما لجعل الايمان سفها ، أو لجعل المؤمنين المشهورين به. أو ليجعلونهم مشهورين به. أو لاعتقادهم فساد رأيهم.
أو لتحقير شأنهم. فان أكثر المؤمنين كانوا فقراء. ومنهم موالي ، كصهيب وبلال.
أو للتجلد وعدم المبالاة لهم ، بمن آمن منهم ، ان فسر الناس بعبد الله بن سلام وأشياعه.
و «السفه» ، خفة العقل وقلته. ويقابله الحلم ، بالكسر. وهو الأناءة (٣). وكأن هذا الكلام مقولا فيما بينهم ، لا في وجوه المؤمنين. لأنهم كانوا منافقين ، يقولون
__________________
(١) ما بين القوسين مشطوب في المتن وليس في ر.
(٢) أ : فيه.
(٣) أ : الانارة.