أما بعد : فيقول الفقير الى رحمة ربه الغني ميرزا محمد المشهدي بن محمد رضا بن اسمعيل بن جمال الدين القمي : ان اولى ما صرفت في تحصيله كنوز الأعمار ، وأنفقت في نيله المهج والأفكار علم التفسير ، الذي هو رئيس العلوم الدينية ورأسها ، ومبنى قواعد الشرع وأساسها ، الذي لا يتم لتعاطيه وإجالة النظر فيه ، الا من فاق في العلوم الدينية كلها والصناعات الادبية بأنواعها.
وقد كنت فيما مضى ، قد رقمت تعليقات على التفسير المشهور للعلامة الزمخشري ، وأجلت النظر فيه. ثم على الحاشية للعلامة النحرير والفاضل المهرير الشيخ الكامل بهاء الدين العاملي. ثم سنح لي أن أؤلف تفسيرا يحتوي على دقائق اسرار التنزيل ونكات أبكار التأويل ، مع نقل ما روى في التفسير والتأويل ، عن الائمة الأطهار والهداة الأبرار ، الا أن قصور بضاعتي ، يمنعني عن الاقدام ، ويثبطني عن الانتصاب في هذا المقام ، حتى وفقني ربي للشروع في ما قصدته ، والإتيان بما أردته. ومن نيتي أن أسميه بعد تمامه بكنز الدقائق وبحر الغرائب ليطابق اسمه ما احتواه ، ولفظه معناه : فرات بن ابراهيم الكوفي ، أستاذ المحدثين في زمانه ، قائل في تفسيره (١) : حدثنا أحمد بن موسى ، قال : حدثني الحسن بن ثابت ، قال : حدثني أبي. عن شعبة بن الحجاج ، عن الحكم ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنه (٢) ـ قال : أخذ النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ يد (٣) عليّ ـ عليه السلام ـ فقال : ان القرآن أربع (٤)
__________________
(١) تفسير الفرات / ٢.
(٢) الى هنا ليس في أ.
(٣) المصدر : بيد.
(٤) المصدر : أربعة.