دهشوا.
وقد يجاب ـ أيضا ـ بأن بناء الفعل للمفعول ، من المتعدي بنفسه ، أكثر.
فالحمل عليه ، أولى وأنسب. وانما قال في الاضاءة ، «كلما» وفي الاظلام ، «إذا» ، لأنهم حراص على المشي. فكلما صادفوا منه (١) فرصة ، انتهزوها. ولا كذلك التوقف.
ومعنى قاموا ، وقفوا. بدليل وقوعه في مقابلة «مشوا». ومنه ، قام الماء ، جمد. وقام السوق ، إذا كسد وسكن. وقد مر استعماله بمعنى ، نفق ، مأخوذا من القيام ، بمعنى ، الانتصاب. فهو من الأضداد.
(وَلَوْ شاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ) : معطوفة اما على الجملة الاستئنافية ، أعني : «يجعلون». واما على (٢) جملة (كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ)».
وكلمة «لو» ، عند المحققين ، يدل (٣) على ثلاثة أمور : عقد السببية والمسببية بين الجملتين بعدها ، وكونهما في الماضي ، وانتفاء السبب. ولا دلالة لها على امتناع الجواب. ولكنه ان كان مساويا للشرط ، في الواقع ، أو عند المتكلم ، كما في قولك : لو كانت الشمس طالعة ، لكان النهار موجودا ، وقولك : لو جئتني ، لأكرمتك ، لزم انتفاؤه. وان كان أعم ـ كما في قولك : لو كانت الشمس طالعة ، لكان الضوء موجودا ـ فلا.
وانما يلزم انتفاء القدر المساوي منه ، للشرط ، يعني : الضوء المستفاد من الطلوع ، في المثال المذكور ، مثلا. ثم انه يحتمل أن يكون المقصود هنا ، بيان (٤)
__________________
(١) ليس في أ.
(٢) ليس في أ.
(٣) أ ، المتن : بدل.
(٤) ليس في أ.