فقال أبو عبد الله ـ عليه السلام ـ : يا هشام! كم حواسك؟
قال : خمس.
قال (١) : أيها أصغر؟
قال (٢) : الناظر.
قال (٣) : وكم قدر الناظر؟
قال : مثل العدسة ، أو أقل منها.
فقال له (٤) : يا هشام! فانظر أمامك وفوقك. فأخبرني بما ترى؟
فقال : أرى سماء وأرضا ودورا وقصورا وترابا وجبالا وأنهارا.
فقال له أبو عبد الله ـ عليه السلام ـ : ان الذي قدر أن يدخل الذي تراه العدسة ، أو أقل منها ، قادر أن يدخل الدنيا ، كلها البيضة ، لا تصغر (٥) الدنيا ، ولا تكبر (٦) البيضة.
فانكبّ هشام عليه. وقبّل يديه ورجليه. وقال : حسبي ، يا بن رسول الله ـ والحديث طويل ـ ، أخذت منه موضع الحاجة.
وبإسناده (٧) ، الى ابن (٨) أبي عمير ، عمن ذكره ، عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال : ان إبليس قال لعيسى بن مريم ـ عليهما السلام ـ : أيقدر ربك على أن يدخل الأرض ، بيضة ، لا تصغر (٩) الأرض ولا تكبر البيضة؟
__________________
(١ و ٢ و ٣) المصدر : فقال.
(٤) ليس في المصدر.
(٥ و ٩) المصدر : يصغر.
(٦) المصدر : يكبر.
(٧) نفس المصدر / ١٢٧ ، ح ٥.
(٨) المصدر : محمد بن.