وفيما أوصى به النبي عليا ـ عليهما السلام ـ (١) : يا علي! من أتى (٢) بما افترض الله عليه ، فهو من أعبد الناس) (٣).
(الَّذِي خَلَقَكُمْ) : صفة ، جرت عليه للتعظيم (٤).
(وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) : منصوب معطوف ، على الضمير المنصوب ، في «خلقكم» (٥).
وقرئ من قبلكم ، على اقحام الموصول الثاني ، بين الأول وصلته ، تأكيدا.
(لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (٢١)) : حال من الضمير ، في «اعبدوا». كأنه قال : اعبدوا ربكم ، راجين أن تنخرطوا في سلك المتقين الفائزين بالهدى والفلاح المستوجبين لجوار الله (٦). أو من مفعول «خلقكم». والمعطوف عليه ، على معنى ، أنه خلقكم ومن قبلكم ، في صورة من يرجى منه التقوى ، لترجح أمره باجتماع أسبابه وكثرة الدواعي اليه.
وقيل : تعليل للخلق ، أي : خلقكم ، لكي تتقوا (٧).
قال بعض الفضلاء : المنادى «بيا» ، أيها الناس ، هو الناس الناسي وطن الوحدة الأنس ، بأحكام الكثرة ، الواصل الى غاية الحركة النزولية. وذلك أبعد مسافة يكون في الوجود. ولذلك استعمل فيه ، ما وضع لنداء البعيد. وحيث
__________________
(١) نفس المصدر / ١٢٥ ، ح ١٢٢.
(٢) المصدر : أتى الله.
(٣) ما بين القوسين ليس في أ.
(٤) ر. أنوار التنزيل ١ / ٣٢.
(٥) ر. نفس المصدر.
(٦) ر. نفس المصدر.
(٧) ر. نفس المصدر.