فيه. ولورود الضمير ، الى العبد ، كان حق الترتيب ، أن يقال : ان كان لكم ريب في عبدنا المنزل عليه القرآن ، فأتوا بسورة من مثله.
والثالث : أن الضمير ، إذا رد الى المنزل ، يكون طلب المعارضة ، من الجميع.
وإذا كان للمنزل عليه ، يكون طلب المعارضة ، من واحد منهم. إذ لا معنى لخطاب الجماعة ، بأن ائتوا بسورة من واحد منكم. بل الطلب بالحقيقة ، من واحد منهم.
كأنه قيل (١) : فليأت واحد منكم ، بسورة. ولا شك أن طلب المعارضة ، من الجميع ، أبلغ من طلب المعارضة ، من واحد ، لجواز عجز واحد وإتيان الجميع بها.
والرابع : أنه معجز في نفسه. لا بالنسبة الى مثله. لقوله تعالى : (لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ ، عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ ، لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ) (٢).
والخامس : أنه لو كان رجع الضمير ، الى «العبد» ، لكان ذلك يوهم أن صدور القرآن ، عمن لم يكن مثل العبد ، في كونه أميا ، ممكن.
والسادس : ان رد الضمير ، الى المنزل ، هو الملائم لقوله : (وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ) : لأن معناه ، على الوجوه المذكورة فيما بعد ، راجع الى : ادعوا شهدائكم ، ليعاونوكم. أو يشهدوا لكم. وهذا المعنى لا يلائم الا رد الضمير في «مثله» ، الى المنزل. ولما ترجح عود الضمير ، الى المنزل ، بهذه الوجوه ، ترجح ـ بها (٣) أيضا ـ كون الظرف ، صفة للسورة. لأنه إذا تعلق «بفأتوا» ، عاد الضمير الى «العبد» ، لما تحققته.
و «الشهداء» ، جمع شهيد ، كالظرفاء ، جمع ظريف. بمعنى الحاضر ، أو
__________________
(١) ليس في أ.
(٢) الاسراء / ٨٨.
(٣) ليس في أ.