واندفع ما قاله العلامة السبزواري ، من أنها لما كانت مجملة غير ظاهرة في العموم ، لا يتم الاستدلال بها ، على ذلك.
والمراد «بالأرض» ، اما جهة السفل ، ليشتمل الغبراء وما فيها. واما الغبراء ، فلا يتناول الا ما فيها. لامتناع (١) ظرفية الشيء ، لنفسه.
(ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ) :
قصد اليها بإرادته ، من قولهم : استوى اليه ، كالسهم المرسل. إذا قصده قصدا مستويا ، من غير أن يلوي على شيء.
وأصل الاستواء : طلب السواء. وإطلاقه على الاعتدال ، لما فيه من تسوية وضع الاجزاء. يقال : استوى العود وغيره ، إذا قام واعتدل. ولا يمكن حمله عليه ، لأنه من خواص الأجسام.
وقيل (٢) : استوى ، استولى. قال :
قد استوى بشر على العراق |
|
من غير سيف ودم مهراق |
وهذا المعنى ، غير مناسب للأصل والصلة المعدى بها.
وقيل (٣) : أقبل ، كما يقال : كان فلان ، مقبلا على فلان. ثم استوى إليّ وعليّ يكلمني ، على معنى أقبل الي وعليّ.
وقيل (٤) : استوى أقره. وصعد الى السماء.
قال العلامة السبزواري : وهذا بخلاف ما اشتهر أن أوامره وقضاياه ، تنزل من السماء ، الى الأرض. وفيه نظر. لأن المقصود ، صعد أمره في الخلق ، الى
__________________
(١) ر : الامتناع.
(٢) أنوار التنزيل ١ / ٤٣.
(٣) مجمع البيان ١ / ٧٢.
(٤) نفس المصدر ١ / ٧١.