فهو أبلغ من التسبيح. ولذلك أخر عنه ، في هذه الاية وفي قولهم : سبوح قدوس.
و «بحمدك» ، حال ، أي : نسبح ونقدس ، متلبسين بحمدك.
وقيل (١) : [الباء للسببية] فيتعلق بالتسبيح.
والتسبيح ، اشارة الى الثناء عليه ، بالصفات الثبوتية والتقديس ، الى الثناء عليه ، بالصفات السلبية.
و «اللام» ، في «لك» ، مزيدة لتأكيد تعلق التسبيح والتقديس به ، لا لتقوية العمل ، أو للتعليل.
والمعنى : نطهر نفوسنا عن المعاصي ، لأجلك.
وقيل (٢) : التسبيح والتقديس ، يعدى بنفسه ، وباللام. فاللام في معنى يتعلق بهما.
(قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ (٣٠)) :
ومن جملته «اني أعلم» ، ان في هذا الجعل من الحكم والمصالح. وهو خفى عليكم.
روى علي بن ابراهيم في تفسيره (٣) ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن ثابت الحذاء ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن أبي جعفر ، محمد بن علي بن الحسين ـ صلوات الله عليه ـ عن أبيه عن آبائه ـ صلوات الله عليهم ـ عن أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ قال : ان الله ـ تبارك وتعالى ـ أراد ان يخلق خلقا بيده. وذلك بعد ما مضى من الجن والنسناس في الأرض ، سبعة آلاف سنة. وكان من شأنه خلق آدم. (فكشف) (٤) عن أطباق السموات. وقال للملائكة :
__________________
(١) ر. البحر المحيط ١ / ١٤٣.
(٢) نفس المصدر ، بتفاوت.
(٣) تفسير القمي ١ / ٣٦.
(٤) المصدر : كشط.