أنهم (١) أحقاء (٢) بأن يكونوا خلفاء الله ، في أرضه وحججه على بريته. ثم غيبهم عن أبصارهم واستعبدهم بولايتهم ومحبتهم. وقال لهم : الم أقل لكم اني أعلم غيب السموات والأرض؟ وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون؟
فيدل على العموم ـ أيضا ـ فان المعنى علم آدم ـ عليه السلام ـ أسماء الأشياء ، أي : صفاتهم المختصة بهم وصفات حججه ـ صلوات الله عليهم ـ أيضا ، ليظهر أنهم أحقاء بأن يكونوا خلفاء في أرضه. فانه لو لم يعلم أسماء الأشياء ، لجاز عند عقولهم ، مساواة جميع ما سواهم ، في تلك الأسماء ، فلا يظهر أحقية الحجج ، بالخلافة.
لا يقال : المراد أحقيتهم ، بالنسبة الى الملائكة. وهو يظهر ، بتعليم أسمائهم ، فقط.
قلنا : نعم. لكن أحقيتهم بالنسبة الى سائر ما من نوعهم ، كأنه معلوم للملائكة.
والنزاع ، انما وقع في أحقيتهم بالنسبة اليهم. لكن يظهر من تنزيههم فيما بعد واطمئنانهم أنه تعالى أظهر خاصية جميع الأشياء وأحوالها لهم وظهر لهم المزيّة.
هكذا ، حقق المقام ، حتى تتفطن لما قاله العلامة السبزواري ، في الجمع بين الحديثين ، من أن الأخير ، لا ينافي العموم. لأنه ـ عليه السلام ـ يمكن أن يقتصر في هذا الحديث ، على ما هو الأهم في هذا المقام وهو إراءتهم الأنبياء والأوصياء ، خصوصا ، خاتم النبيين وسيد الأولين والآخرين وأولاده المعصومين ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ.
وقرئ : وعلم آدم الأسماء ـ على البناء للمفعول ـ.
(ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ) :
__________________
(١) المصدر : أحق.
(٢) أ : أنه.