فقال ـ عليه السلام ـ : كل ذلك حق.
قلت : فما معنى هذه الوجوه ، على اختلافها؟
فقال : يا أبا الصلت! ان شجرة الجنة ، تحمل أنواعا. فكانت (١) شجرة الحنطة وفيها عنب. وليست كشجرة الدنيا. وان آدم ، لما أكرمه الله ـ تعالى ذكره ـ بإسجاد ملائكته له وبإدخاله الجنة ، قال في نفسه : هل خلق الله بشرا ، أفضل مني. فعلم الله ـ عز وجل ـ ما وقع في نفسه. فناداه : ارفع رأسك ، يا آدم! وانظر «الى ساق عرشي» (٢).
فنظر الى ساق العرش. فوجد عليه مكتوبا : لا اله الا الله. محمد ، رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ. علي بن أبي طالب ، أمير المؤمنين. وزوجته فاطمة ، سيدة نساء العالمين. والحسن والحسين ، سيدا شباب أهل الجنة.
فقال آدم ـ عليه السلام ـ يا رب! من هؤلاء؟
فقال ـ عز وجل ـ : هؤلاء من ذريتك. وهم خير منك ومن جميع خلقي.
ولولاهم ما خلقتك ولا خلقت الجنة والنار ولا السماء والأرض. فإياك أن تنظر اليهم ، بعين الحسد ، [فأخرجك عن جواري.
فنظر اليهم بعين الحسد] (٣).
وتمنى منزلتهم. فتسلط عليه الشيطان ، حتى أكل من الشجرة التي نهي عنها.
وتسلط على حواء ، لنظرها الى فاطمة ـ عليها السلام ـ بعين الحسد ، حتى أكلت
__________________
(١) الأصل ور : وكانت.
(٢) المصدر : الى ساق العرش. فرفع آدم رأسه ، و «فرفع آدم رأسه» ، يوجد ـ أيضا ـ في أ.
(٣) ما بين القوسين يوجد في المصدر.